قال الصالحي: لقد اتفقت جميع الأحاديث
على هذا.. فعن علي قال: ما بعث الله تعالى نبيا
قط إلا بعثه صبيح الوجه كريم الحسن حسن الصوت، إن نبيكم كان صبيح الوجه كريم الحسب
حسن الصوت[1].
وكان من سنته a في الكلام أن يرسله واضحا مفصلا، لا يحتاج المستمع إلى عناء في
سماعه أو فهمه وفعن جابر قال: (كان كلام رسول الله a ترتيلا[2]ـ أو ترسيلا[3] ـ)[4]
وكان من سنته a أن يكرر الكلام ـ إذا اقتضى المقام ذلك
ـ حتى يعقل عنه.. فعن ابن عباس قال: (كان رسول الله a إذا تحدث بالحديث، أو سئل عنه كرره
ثلاثا ليفهم عنه)[5]
وكان a تأليفا لقلوب مستمعيه يجمع بين حديثه
وابتسامته.. فعن أبي الدرداء قال: (ما رأيت رسول الله a يتحدث حديثا إلا وهو يتبسم في حديثه)[6]
وعن ابن عباس قال: (كان رسول الله a إذا تكلم يرى كالنور من بين
ثناياه)[7]
وكان a لا يتكلم إلا عند الحاجة.. فعن هند بن
أبي هالة قال: (كان رسول الله a لا
يتكلم في غير حاجة، طويل السكت[8]، يفتتح الكلام، ويختتمه بأشداقه[9]، ويتكلم بجوامع
[9] أراد هند بهذا أنه a كان رحب الشدقين، أما ما جاء عنه a في المتشدقين، فإنه
أراد به الذين يتشدقون إذا تكلموا، فيميلون أشداقهم يمينا وشمالا، ويتنطعون في
القول..