يقع تحت الحجاب الحاجز، وكلما كان ممتلئاً بالهواء كانت حركة
الحجاب الحاجز فوقه سهلة، وكان التنفس ميسوراً، فإذا امتلأ هذا الجيب بالطعام
والشراب تعرقلت حركة الحجاب الحاجز، وكان التنفس صعباً كما أن الصلب لا يستقيم
تماماً إلا إذا كانت حركة المعدة مستريحة، ولا يتم ذلك إذا اتخمت بالطعام)
قلت: بورك فيك.. فما الذي تريد أن تحضره لنا من طعام؟
قال: ذلك من شأنك لا من شأني.. فقد خلق الله لكل شخص تذوقه
الخاص به.
قلت: ألم يسن لكم نبيكم ذوقا خاصا؟
قال: نبينا بين لنا ما يضرنا وما ينفعنا.. ثم ترك بعد ذلك كل
شخص وما يشتهي، فالتشريع لا يدخل هذا الباب.
قلت: فما كان يشتهي نبيكم؟
قال: لم يكن نبيكم a يردُّ موجوداً.. ولم يكن يتكلف مفقوداً.. وما قُرِّبَ إليه
شيءٌ من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافَه نفسُه، فيتركَه من غير تحريم، وما عاب
طعاماً قطُّ، إن اشتهاه أكله، وإلا تركه، كما ترك أكل الضَّبِّ لمَّا لَمْ
يَعْتَدْهُ ولم يحرمه على الأمة، بل أُكِلَ على مائدته وهوينظر[1].
قلت: فهل ترك نبيكم شيئا من الطيبات تشتهيه النفوس من باب الزهد
الذي ادعاه أقوام منكم.