قال الصبي: من أدب المؤمن، ومن شكر الله أن يصلي على رسول
الله.. فهو واسطة الهداية، وسراج الدلالة..
قال جعفر: فما يقول؟
قال الصبي: لقد علمنا رسول الله a ما نقول.. فعن أبي مسعود عقبة بن
عامر قال: أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله a ونحن عنده فقال: يا رسول الله،
أمَّا السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلَّى الله
عليك؟ قال: فصَمَتَ حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله، ثم قال: إذا أنتم صليتم عليَّ
فقولوا: (اللهم صلِّ على محمد النبي الأُمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأُمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)[1]
قال جعفر: فما ترى من سر الصلاة على رسول الله a وآله؟
قال الصبي: الصلاة الكاملة هي التي تربطك بالله، وبأهل الله..
وأعظم أهل الله وأقربهم إلى الله هو رسول الله a وآله الطاهرون.. فلذلك ينضم المؤمن عند صلاته عليهم بالرفيق
الأعلى.. فلا سعادة، ولا كمال إلا بالانضمام إليهم.
قال جعفر: فبم يختم التشهد؟
قال الصبي: من أتيح له مثل ذلك المجلس، فلا ينبغي أن يغفل عن
الالتجاء إلى الله والتحصن بالله.
[1] رواه ابن خُزَيمة. ورواه أحمد والحاكم قريباً منه.