نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73
ديرا أو كنيسة إلا وهما ممتلئان بشتى الصور والتماثيل، للمسيح،
ولمريم، والقديسين منهم، وهي موضع تقديسهم وعبادتهم.
وبالتتبع التاريخي لهذه الشعيرة نجد أنها لم تكن في أول أمرها
كما هي عليه الآن، بل قد كانت نشأتها في البداية محدودة النطاق، ثم ما لبثت أن نمت
تدريجيا، وانتشرت انتشارا واسعاً، ثم أصبحت من ضمن شعائر المسيحية، وذلك عن طريق
مجامعهم.
هذا ليس كلامي.. بل إن الشهود من المسيحيين يثبتون هذا.. يقول
المؤرخ المسيحي (ول ديورانت): (كانت
الكنيسة أول أمرها تكره الصور والتماثيل، وتعدها بقايا من الوثنية، وتنظر بعين
المقت إلى فن النحت الوثني الذي يهدف إلى تمثيل الآلهة، ولكن انتصار المسيحية في
عهد قسطنطين، وما كان للبيئة والتقاليد والتماثيل اليونانية من أثر.. كل هذا قد
خفف من حدة مقاومة هذه الأفكار الوثنية.
ولما تضاعف عدد القديسين المعبودين، نشأت الحاجة إلى معرفتهم
وتذكرهم، فظهرت لهم ولمريم العذراء كثير من الصور، ولم يعظم الناس الصور التي
يزعمون أنها تمثل المسيح فحسب، بل عظموا معها خشبة الصليب، حتى لقد أصبح الصليب في
نظر ذوي العقول الساذجة طلسماً ذا قوة سحرية عجيبة.
وأطلق الشعب العنان لفطرته، فحول الآثار، والصور، والتماثيل
المقدسة إلى معبودات، يسجد الناس لها، ويقبلونها، ويوقدون الشموع ويحرقون البخور
أمامها، ويتوجونها بالأزهار، ويطلبون المعجزات بتأثيرها الخفي.
وفي البلاد التي تتبع مذهب الكنيسة اليونانية بنوع خاص، تستطيع
أن ترى الصور المقدسة، في كل مكان، في الكنائس، والأديرة، والمنازل، والحوانيت،
وحتى أثاث المنزل، والحلي، والملابس نفسها لم تخل منها.
وأخذت المدن التي تتهددها أخطار الوباء، أو المجاعة، أو الحرب،
تعتمد على قوة ما
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73