نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74
لديها من الآثار الدينية أو على ما فيها من الأولياء والقديسين
للنجاة من هذه الكوارث)
ولكنه ما إن انتشر الإسلام، وعم أرجاء المعمورة، وخاصة في القرن
الثامن الميلادي، وعرفت تعاليمه لغير أهله ـ وما فيه من النهي عن اتخاذ الصور
والتماثيل فضلا عن تقديسها ـ حتى بدأ بعض المنصفين من المسيحيين وأرباب السلطان في
نبذ هذه البدعة والعمل على إزالتها.
ومن هؤلاء الإمبراطور (ليو الثالث)، الذي تشبعت نفسه بفكرة سرت
إليه من المسلمين وغيرهم الذين ذموا عكوف جمهرة المسيحيين على تعظيم الصور
والتماثيل في الكنائس وفي خارجها، فعقد مجلسا من الأساقفة وأصدر مرسوما عام (726م)
يطلب فيه إزالة جميع الصور والتماثيل الدينية من الكنائس، وحرم تصوير المسيح
والعذراء، وأمر بأن يغطي بالجص ما على جدران الكنائس من صور، لكن لم يقابل هذا
المرسوم بالموافقة الجماعية، فكان أن عارضته الكنيسة، وثار عليه الشعب. واتفقوا
على عزل (ليو) وطرده من الحكم.
واجتمع مجلس من أساقفة الغرب دعا إليه البابا (جريجوري الثاني)،
وصب اللعنة فيه على محطمي الصور والتماثيل، إلا أن أولاد (ليو الثالث) ساروا على
نهجه، منهم ابنه (قسطنطين الخامس 741 – 775م) حيث جمع هذا الإمبراطور مجلسا من أساقفة
الشرق في القسطنطينية سنة (754م) قرر فيه بصفة قاطعة: تحريم اتخاذ الصور والتماثيل
في العبادة، ووصفها بأنها عمل ممقوت، وحرم طلب الشفاعة من العذراء، وأمر بأن يمحى
أو يدمر كل ما في الكنائس من صور وتماثيل.
وعلى هذا سار أحفاده من بعده حتى كان عام (787م) حيث دعت
الإمبراطورة (إيريني) ـ التي كانت معاصرة لهارون الرشيد ـ رجال الدين في العالم
المسيحي إلى عقد مجمع عام للبحث في مسألة (الصور والتماثيل)، واتخاذ قرار حاسم
بشأنها. فاجتمع في مدينة نيقية عام (787م) حوالي (377) أسقفا، وأصدروا قرارا
بتعظيم صور المسيح وأمه والقديسين، لا
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74