نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 506
قائمة على قواعد أخلاقية رفيعة.
وتصير الفنون ذات أخلاق.. تلتفت إلى الجمال
في الكون وفي الحياة البشرية وتعبر عنه في أداء جميل.. فنون لا تزين الفاحشة لأن
الفاحشة ليست جمالا ولكنها هبوط.. ولا تزين لحظة الضعف لأنها ليست جمالا إنما هي
لحظة غفلة عن إدراك غاية الوجود الإنساني، أو لحظة تقصير في تحقيق ذلك الوجود. ولا
تزين الانحراف والشذوذ لأنه ليس جمالا، وإنما هو نشاز نافر عن الجمال، ولا تزين
عبادة الشيطان وعبادة الهوى والشهوات، لأنها ليست جمالا، وإنما هي حطة للإنسان
الذي كرمه الله وفضله، وأراد له أن يتحرر من كل عبودية زائفـة تزري بكيانه
وتستذله.
هذه هي العبادة التي جاء الإسلام بها ليحفظ
الإنسان ويحفظ الأرض من الشذوذ الذي يريد فرضه هؤلاء الدجالون..
قلت: إن كل ما ذكرته جميل.. ولكن هل يتنافى
ذلك مع التطور المادي العظيم الذي وصلت إليه هذه الحضارة.
قال: أنا لا أنكر على هذه الحضارة تطورها
المادي.. ولكن أنكر بطرها وكبرياءها وانحرافها بسبب هذا التطور.. إني أصيح في هذه
الحضارة كما صاح هود:﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ
آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)
وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)﴾ (الشعراء)
فهو لم ينكر عليهم اهتمامهم بالعمران.. ولكن
أنكر عليهم ذلك الطغيان والشذوذ الذي وقعوا فيه بسبب ذلك العمران.
لقد ذكر القرآن مثالا لإنسان هذه الحضارة
المملوء بالكبرياء بسبب أمواله.
قلت: تقصد قارون.
قال: أجل.. لقد نبهه المؤمنون إلى الطريقة
التي ينبغي أن يتعامل بها مع ماله، فقالوا:﴿
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 506