نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 505
كوني.
قلت: فكيف ينتظم الإنسان في حلقة الكون؟
قال: بممارسة العبودية التي طلبت منه، والتي
تحفظ له فطرته.. أو التي يمارس بها ما تتطلبه فطرته.
قلت: لا شك أنك لا تقصد بالعبودية الشعائر
التعبدية.
قال: الشعائر التعبدية جزء من هذه العبادة..
أما كل العبادة فهو أن تتوجه الحياة كلها إلى الله.. لقد عبر القرآن عن ذلك، فقال:﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي
وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ (الأنعام:162)
وهذا هو معنى الإسلام الذي جاء محمد للدعوة إليه..
لقد جاء محمد لا ليقاوم النشاط البشري.. وإنما جاء ليوجهه
الوجهة التي يسير بها الكون جميعا حتى يقي المجتمع ويقي الإنسان ويقي الكون من
عواقب الشذوذ والصراع.
إن إقامة الحياة كلها - بكل ألوان النشاط
فيها - على قاعدة أخلاقية مدارها تقوى الله وخشيته هي الأساس الذي تقوم عليه
الحضارة الإسلامية.
لتصير السياسة ذات أخلاق قائمة على حكم
الحاكم بالعدل والشورى والنصيحية، والتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على
الإثم والعدوان.
ويصير الاقتصاد له أخلاق، تبتعد به عن كل ما
يتنافى معها من ربا واحتكار وغش وسلب ونهب، وسرقة وغصب، وأكل مال الأجير، وأكل
أموال الناس بالباطل، والشح بحقوق الفقراء والمساكين..
وتصير العلاقات الاجتماعية ذات أخلاق قائمة
على التواد والتحاب والتكافل، والتعاون على البر والتقوى، وحرمة الدم والعرض
والمال، وكظم الغيب والعفو عن الناس، والكف عن الغمز واللمز والغيبة والنميمة
والتجسس والاطلاع على العورات..
وتصير علاقات الأسرة ذات أخلاق.. وعلاقات
الجنسين ذات أخلاق.. والحياة كلها
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 505