نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 396
من الكرادلة بالسجن مدة من الزمان، وأمر بتلاوة مزامير الندم
السبعة مرة كل أسبوع طوال ثلاث سنوات [1]..
ولما خشي على حياته أن تنتهي بالطريق التي انتهى بها برونو أعلن
ارتداده عن رأيه، وهو راكع على قدميه أمام رئيس المحكمة قائلاً: (أنا جاليلو.. وقد
بلغت السبعين من عمري.. سجين راكع أمام فخامتك، والكتاب المقدس أمامي ألمسه بيدي،
أرفض وألعن وأحتقر القول الإلحادي الخاطئ بدوران الأرض)
ولم يكتف بهذا التعهد.. بل أضاف إليه التعهد بتبليغ المحكمة عن
كل ملحد يوسوس له الشيطان بتأييد هذا الزعم المضلل[2].
قلت: فما الذي جعل الكنيسة تصر على تلك الآراء كل ذلك الإصرار،
مع أن ذلك لم يذكر في الكتاب المقدس؟
قالت: وهل تتبنى الكنيسة شيئا مما في الكتاب المقدس!؟.. لقد
رأت الكنيسة أن الأرض يجب أن تكون مركز الكون الثابت لأن الأقنوم الثاني.. الذي هو
المسيح.. تجسد فيها، وعليها تمت عملية الخلاص والفداء، وفوقها يتناول العشاء
الرباني.
وأضافوا إلى هذا ما فهموه من قول التوراة: (الأرض قائمة إلى
الأبد، والشمس تشرق والشمس تغرب وتسرع إلى موضعها حيث تشرق) (انظر: سفر الجامعة:1/
5-6)
أما كروية الأرض وسكنى جانبها الآخر، فنفتها الكنيسة بحجة أن
(من خطل الرأي أن يعتقد الإنسان بوجود أناس تعلو مواطئ أقدامهم على رؤوسهم وبوجود
نباتات وأشجار تنمو ضاربة إلى أسفل، وقالت إنه لو صح هذا الزعم لوجب أن يمضي
المسيح إلى سكان الوجه