نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 395
تجعله يكد ويعمل في مجال اختصاصه.
وفي ذلك الحين وقع الخطأ الثاني الذي لا نزال نعاني آثاره..
لقد ثارت ثائرة رجال الكنيسة على الذين يتلقون علوم الكفار..
والذين لم يكونوا في نظرهم غير المسلمين..
فلذلك أعلنت حالة الطوارئ ضدهم، وشكلت محاكم التفتيش في كل مكان
تتصيدهم وتذيقهم صنوف النكال.. وأصدرت منشورات بابوية جديدة تؤكد العقائد السابقة
وتلعن وتحرم مخالفيها.. وبذلك قامت المعركة بين الكنيسة والعلم، وأخذت تزداد
سعاراً بمرور الأيام.
لقد كان من أول النظريات العلمية التي صادمت الكنيسة نظرية
كوبرنيق (1543) الفلكية، فقبل هذه النظرية كانت الكنيسة المصدر الوحيد للمعرفة،
وكانت فلسفتها تعتنق نظرية بطليموس التي تجعل الأرض مركز الكون، وتقول أن الأجرام
السماوية كافة تدور حولها.
فلما ظهر كوبرنيق بنظريته القائلة بعكس ذلك كان جديراً بأن يقع
في قبضة محكمة التفتيش، ولم ينج من ذلك لأنه كان قسيساً، بل لأن المنية أدركته بعد
طبع كتابه بقليل، فلم تعط المحكمة فرصة لعقوبته، إلا أن الكنيسة حرمت كتابه
(حركات الأجرام السماوية)، ومنعت تداوله وذكرت أن ما فيه هو وساوس شيطانية مغايرة
لروح الإنجيل.
وقد ظن رجال الكنيسة أن أمر هذه النظرية قد انتهى، ولكن رجلاً
آخر هو (جردانو برونو) بعث النظرية بعد وفاة صاحبها، فقبضت عليه محكمة التفتيش،
وزجت به في السجن ست سنوات، فلما أصر على رأيه أحرقته سنة 1600م وذرت رماده في
الهواء وجعلته عبرة لمن اعتبر.
وبعد موته ببضع سنوات كان (جاليلو) قد توصل إلى صنع المرقب
(التلسكوب)، فأيد تجريبياً ما نادى به أسلافه نظرياً، فكان ذلك مبرراً للقبض عليه
ومحاكمته، وقضى عليه سبعة
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 395