نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 394
وقد كانت هذه العلوم المسيحية تشتمل على معلومات تفصيلية عن
الكون.. تذكر بأن الله خلق العالم ابتداء من سنة 4004 ق.م، وتوج ذلك بخلق الإنسان
في جنة عدن.. والعجيب أنها ظلت مصرة على هذا الرأي حتى مطلع القرن التاسع عشر، فقد
طبع كتاب الأسقف (آشر) الذي يحمل هذه النظرية سنة 1779
م [1].
أما تاريخ الطوفان فتختلف فيه تقاويم التوراة، لكنه على أقصى
آرائها وقع بعد خلق آدم بـ (2262)سنة[2]، ومعنى
ذلك أنه كان سنة 1742 ق.م.
ومن الطريف أن مجلساً كنسياً كان قد أعلن في بداية القرن العاشر
للميلاد أن القرن الأخير من حياة العالم قد استهل، لأن الله قد جعل المدة بين
إنزال ابنه ونهاية العلم ألف سنة فقط[3].
هذه بعض معلوماتها التاريخية..
أما معلوماتها الطبية، فقد كانت أفضل وأنجح الوسائل العلاجية في
نظرها إقامة الطقوس لطرد الشياطين التي تجلب المرض، ورسم إشارة لصليب ووضع صور
العذراء والقديسين تحت رأس المريض ليشفي.
قلت: عرفت الخطأ الأول.. فما الخطأ الثاني؟
قالت: لقد أتيح لقومنا أن يروا بعض ثمار العلوم التي أنتجتها
الشجرة التي غرسها محمد.. وذلك بفضل مراكز الحضارة الإسلامية في الأندلس وصقلية
وجنوب إيطالية التي كانت بتشع نور العلم والمعرفة على القارة المستغرقة في دياجير
الخرافة والجهل، فاستيقظ العقل الأوروبي من سباته وأخذ يقتبس عن المسلمين طرائق
البحث ومناهج التفكير التي