نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 397
الآخر من الأرض ويموت مصلوباً هناك من أجل خلاصهم)[1]
قلت: فهل أفلحت الكنيسة في نصرة آرائها ومقاومة الهراطقة؟
قالت: على العكس تماما.. فلم يكد القرن السابع عشر يستهل حتى
كان لنظرية كوبرنيق وما أضاف إليها برونو وجاليلو آثار واسعة، ظلت راسخة في الفلسفة
الأوروبية عامة.
وذلك ما أحدث أثرا خطيرا في ثقة الجماهير بالكنيسة جعلتهم يشكون
في سلامة معلوماتها، وهو أثر له أهميته القصوى.
لقد قدم ذلك الصراع إيحاءات فلسفية جديدة، هزت فكرة الثبات
المطلق التي كانت مسيطرة على العقلية الأوربية وحطت كذلك من قيمة الإنسان ومكانته
في الوجود.
والأخطر من ذلك كله هو ما حصل من ثورة العلماء على الكنيسة كما
ثار العامة عليها.. وتولد من تلك الثورة جاهلية جديدة فصلت العلم عن المبادئ
والمثل.
قلت: فهل سكتت الكنيسة؟
قالت: لا.. الكنيسة لم تسكت.. ولم تبحث عن أي محاولة توفيق تحفظ
للعلم حرمته، وتحفظ للدين قداسته.
قلت: فماذا فعلت؟
قالت: سلاح الإرهاب التي تدربت على استعماله في الحروب
الصليبية ومحاكم التفتيش..
لقد كان القرن السابع عشر هو القرن الذهبي لمحاكم التفتيش.. فقد
قاسى العلماء أنواع الاضطهاد، واستخدمت ضدهم أساليب القمع الوحشية وظهرت الفهارس
أو (القوائم البابوية) التي تحتوى على أسماء الكتب المحرمة، وكان وجود شيء من هذه
الكتب في حوزة
[1] قصة النزاع بين الدين
والفلسفة: توفيق الطويل /205 وانظر كذلك تكوين العقل الحديث 3/348.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 397