نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 346
قالت: وهذا الفهم هو الذي تحول إلى واقع تاريخي عاد بأسوأ
النتائج على أوروبا والعالم أجمع.. بل لا نزال نصلى ناره إلى الساعة.
وأنا لا أتصور أن المسيح ذلك الرجل العظيم الممتلئ تواضعا
وعبودية وأدبا يمكن أن يقول هذا.. لقد قال القرآن:﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ
اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا
عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ
تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ
تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ
بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾
(آل عمران:79-80)
لقد سخر الكاتب الأمريكي (جرين برنتن) من استدلال الكنيسة
بتلك الفقرات وأرجع السبب في وقوع الكنيسة في هذا الخطأ إلى التشابه الشكلي بين
لفظي (بطرس) و(صخرة)[1]
بالإضافة إلى ذلك.. فإنا لو راجعنا إنجيل متى الذي أورد هذا
الافتراء لوجدنا المسيح بعد ثلاث فقرات من هذا القول يخاطب بطرس قائلاً: (اذهب عنى
يا شيطان، لأنك لا تهتم بما الله لكن بما للناس) … فكيف يتسق هذا الوصف وهذه التهمة مع
الهبة السابقة والتكريم الذي لا حد له؟
قلت: فهمت هذا ووعيته.. ولكنا لا نستطيع أن نحكم على رجال
الدين من غير نظر إلى سلوكهم..
قالت: إن الجرائم التي ارتكبها رجال الدين باسم بطرس والمسيح
والكنيسة لا عداد لها.. ولذلك سأكتفي بأن أسردها لك سردا لتعلم التشويه الخطير
الذي لحق بذور البشرية ومزرعة البشرية إبان حكم أولئك الفلاحين من رجال الكنيسة.
[1] وذلك أن اسم بطرس هو “peter”
ولفظ “pert” يعنى
صخرة.. في تاريخ أوروبا الوسطى: 1/107.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 346