نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 345
قلت: ولكن النصوص الدينية المقدسة تدل على هذا.. فقد قال
المسيح لبطرس كبير الحواريين: (أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة ابن كنيستي، وأبواب
الجحيم لن تقوى عليها، وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات، فكل ما تربطه على الأرض يكون
مربوطاً في السموات، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات)(متى: 16: 19 – 20)
فهذا النص يدل على أن المسيح قد جعل السلطة الدينية المهيمنة
باسمه في الموضع الذي يموت فيه كبير الحواريين بطرس، ومن ذلك المركز تمد أجنحة
نفوذها على العالم أجمع، وتحكمه باسم المسيح، وبما أن بطرس ـ كما تقول الكنيسة ـ
مات في رومة فإن رومة هي قاعدة المسيح لحكم العالم، وفيها مقر الكنيسة التي يرأسها
ممثل المسيح ورسوله (البابا) المعصوم عن الخطأ، وكل ما تقرره الكنيسة هذه هو عين
الصواب، إذ أن المسيح بواسطة الروح القدس هو الذي يملى عليها تصرفاتها، ومادام
أنها تعمل باسم الله وتحل وتبرم حسب مشيئته، فطاعتها واجبة وقراراتها إلزامية لكل
المؤمنين بالمسيح وليس على الأتباع إلا الطاعة العمياء والانقياد الذي لا يعرف
جدلاً أو نقاشاً..
كنت أقول هذا على حسب ما حفظته من غير شعور، فقاطعتني، وقالت:
والذنب الذي لا يغتفر هو أن تصادم أوامر الله، التي هي أوامر الكنيسة، بواسطة
العقل البشرى أيا كان صاحبه، والخارج على سلطة الكنيسة أو الناقد لقرارات مجامعها
كافر مهرطق تحل عليه اللعنة والحرمان من دخول الملكوت مهما بلغت وجاهة رأيه، بل
مهما كانت سوابقه وخدماته للمسيحية وللكنيسة نفسها.
أما إذا كان المتمرد على الكنيسة وسلطتها حاكماً أو شعباً، فإن الجيوش
المقدسة ستسحقه بأقدامها، إرضاء للمسيح.
قلت: أجل.. هذا ما تقوله الكنيسة مستندة في ذلك إلى ما تفهمه
من الكتاب المقدس.. وما تفهمه من قول المسيح.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 345