responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 347

أولها مساندة الكنيسة للظلم السياسى والاقتصادى والاجتماعى المتمثل فى الإقطاع الذي عانت منه أوروبا معاناة عظيمة..

فقد أصبحت الكنيسة ـ بفضل الهبات والإتاوات والعشور والهدايا والغصب والنهب والتدليس وغير ذلك من الوسائل ـ من ذوات الإقطاع.. بل كانت أملاكها فى بعض الأوقات تفوق أملاك الأباطرة وأمراء الإقطاع.

ومن ثم فقد تحدد موقفها من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فوقفت فى صف الظلم تسانده وتذود عنه وتحارب حركات الإصلاح.. وكانت فى ذلك منطقية مع وضعها باعتبارها من كبار الملاك.. فهل كان يمكن – عقلا – أن تحارب الإقطاع وهى جزء منه، بل من أكبر ممثليه!؟

نظرت إلى مزرعتها.. وابتسمت، وراحت تقرأ: (من أراد الملكوت فخبز الشعير والنوم فى المزابل مع الكلاب كثير عليه).. (مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله)(مرقص 10: 22 ومتى 19: 25.. (لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً في مناطقكم ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصاً) (متى 10: 10-11، ومثله لوقا 9: 4-10)

قلت: هذه هي الفضائل المسيحية.. فكيف تزعمين أن الكنيسة كانت بعيدة عنها؟

قالت: هذا هو الأفيون الذي كان يطعم به رجال الكنيسة بذور الرعية لتظل في نومها وسباتها لا تثمر ثمرا، ولا تنتج إنتاجا.. أما رجال الكنيسة أنفسهم فقد كانوا في عالم آخر..

يقول (كرسون) فى كتاب (المشكلة الأخلاقية): (كانت الفضائل المسيحية كالفقر والتواضع والقناعة والصوم والورع والرحمة، كل ذلك كان خيرا للمؤمنين وللقسيسين وللقديسين وللخطب والمواعظ. إما أساقفة البلاط والشخصيات الكهنوتية الكبيرة فقد كان لهم شئ آخر: البذخ والأحاديث المتأنقة مع النساء والشهرة فى المجالس الخاصة والعجلات

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست