نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25
وهذا يعني بتعبير أوضح (إقناع
المسلمين بلغتهم ببطلان الإسلام، واجتذابهم إلى الدين المسيحي)[1]
سكت قليلا، ثم استأنف قائلا: لقد
انتظم الاستشراق في الفاتيكان، وانتشر واستمر على أيدي البابوات والأساقفة
والرهبان، فكان رجال الدين، ومجمعهم الفاتيكان يومئذ، يؤلفون الطبقة المتعلمة في
أوربا، ولا سبيل إلى إرساء نهضتها إلا على أساس من التراث الإنساني الذي تمثلته
الثقافة العربية، فتعلموا العربية، ثم اليونانية، ثم اللغات الشرقية للنفوذ منها
إليه.
نظر إلي وتمعن في تأثير كلماته
علي، ثم قال: مما يدلك على الصلة العظيمة بين الاستشراق والتبشير أنه كان هناك فئة
مهمة من المستشرقين لم تتورع عن قبول اللقب الديني، أو الرتبة الدينية.. فمنهم
(الأب).. ومنهم (الأسقف).. ومنهم (البطريرك).. ومنهم (المطران)
سأضرب لك بعض النماذج عن هؤلاء:
لاشك أنك تعرف الأب آسين بلاثيوس
(1871 - 1944 م) الإسباني، ذلك الرجل الذي اشتهر بدراسة حركة التفاعل الثقافي بين
الإسلام والمسيحية، والذي كتب عن (مذهب ابن رشد، ولاهوت توما الإكويني)، وعني بـ
(محيي الدين بن عربي)، وأجرى (مقارنة بين ابن عباد الرندي ويوحنا الصليبي)، وصنف
في (الغزالي والمسيحية)، وكتب في (الآثار الإنجيلية في الأدب الديني الإسلامي)[2]
لقد حاول كل جهده أن يلبس
الإسلام ثوب المسيحية، وقد نجح في ذلك، ولا تزال آثاره تتداول.. أتدري من كان؟..
لقد كان أبا مسيحيا.. كان رجل دين قبل أن يكون رجل استشراق.
[1] محمود حمدي زقزوق،
الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري،ط 2، القاهرة: دار المنار، 1409 هـ - 1989
م - ص 35.