نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24
العربية، ولا سيما التشريع
الحادي عشر الذي قضى فيه البابا (إكليمنس الخامس) بتأسيس كراسي لتدريس العبرية
واليونانية والعربية والسريانية والآرامية في الجامعات الرئيسية[1].
وكانت هذه التوصية قائمة على
دعوة (ريموند لول)[2] لإنشاء كراسي للغة العربية في
أماكن مختلفة، لقد كان هدفه واضحا من تلك الدعوة..
لقد كان الهدف تبشيريا محضا، ولم
يكن له علاقة بالدراسات العلمية المجردة.
نظر إلي ليرى تأثير ما يقوله على
وجهي، فلما رآني منصتا مستغرقا في الإنصات أتاح له ذلك حرية الكلام، فقال: منذ ذلك
الحين نال الاستشراق رعاية الكنيسة ومباركتها.. وخاصة عندما فشلت الحروب العسكرية
من خلال انحسار المد الصليبي بعد جهود قرنين من الزمان.
ولهذا اتجهت الكنيسة الغربية إلى
التبشير من خلال الفكر والثقافة والعلم.. فكان التوجه إلى الحرب الفكرية، لتحقق ما
فشل فيه سلاح الغزو الحربي.
لقد كان الهدف من هذه الدعوة هو
أن تؤتي محاولات التبشير ثمارها بنجاح من خلال تعلم لغات المسلمين، وقد عبر عن هذه
الثمار في دعوة (لول) بارتداد العرب إلى المسيحية من الإسلام، كما كان (غريغوري
العاشر) يأمل في ارتداد المغول إلى المسيحية، وقبله كان (الإخوة الفرنسيسكان) قد
توغلوا في أعماق آسيا يدفعهم حماسهم التبشيري، ومع أن آمالهم لم تتحقق في وقتها
إلا أن الروح التبشيرية قد تنامت منذئذ.
[1] إدوارد سعيد، الاستشراق:
المعرفة، السلطة، الإنشاء، ترجمة: كمال أبو ديب، قم: دار الكتاب الإسلامي، 1984
م - ص 328.
[2] ريموند لول( 1235 - 1316
م )، إسباني، كان دومينيكيا ثم تحول إلى الفرنسيسكانية، وهو من جزيزة ميورقة،
تبنى فكرة السيطرة على الشرق بالتبشير لا بالحروب، ووضع خطة لذلك، وسعى إلى إنشاء
مدرسة ميرامار للمنصرين، ثم تواصلت محاولاته لإنشاء مدارس تنصيرية أخرى، ومارس
التبشير في شمال إفريقية، وبها توفي، وكان وراء قرار مجمع فينا الكنسي المشهور سنة
1311 - 1312 م، الذي قضى بإنشاء كراسي للغات، ومنها اللغة العربية، من آثاره:
رواية تنصيرية، وكتاب المنطق في الحوار مع الكفرة (انظر: عبد الجليل شلبي:
الإرساليات التبشيرية: ص 151 - 156)
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24