نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 241
فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع
النتن بأنفها)[1]
وفي حديث آخر: (أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحدكم، كلكم بنو
آدم ليس لأحد على أحد فضل الا بالدين أو تقوى وكفى بالرجل أن يكون بذيا فاحشا
بخيلا)[2]
قلت: فكيف عمق الإسلام قيمة المساواة في
نفوس المسلمين؟
قال: بتربيتهم على التواضع لله ولخلق الله..
لقد اعتبر القرآن الكبر الحجاب الأكبر بين العباد ومعرفة ربهم
والاتصال به، فقال:﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ
الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ
آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ
سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) (لأعراف:146)
بل أخبر أن المتكبرين لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم
الخياط، فقال:﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ
وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴾ (لأعراف:40)..:﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا
لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (القصص:83)
وقد ربى محمد في أصحابه هذا الخلق العظيم.. فكان يحثهم عليه بكل
الأساليب، ففي الحديث القدسي: (إن الله تعالى أوحى إلي أن توضعوا حتى لا يفخر أحد
على أحد ولا ينبغي أحد على أحد)[3]
وفي حديث آخر: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو
إلا عزا، وما تواضع