نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 240
لقد نص القرآن على هذا في مواضع كثيرة.. فهو يرد على اليهود
والمسيحيين الذين اعتبروا أنفسهم أبناء لله، فقال:﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ
أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ
أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ
الْمَصِيرُ ﴾ (المائدة:18)
وبين عدالة الجزاء الإلهي الذي يتعامل مع العباد بحسب أعمالهم
لا بحسب أمانيهم، فقال:﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا
أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ
مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً ﴾ (النساء:123)
وقد رسخ محمد بسلوكه وهديه هذه المعاني.. حيث كان يصحبه العرب
والعجم، والبيض والسود، والأحرار والرقيق، ولم يكن يميز أحدهم عن الآخر.
وقد ورد في الحديث: خطبنا رسول الله a في أوسط أيام التشريق خطبة الوداع
فقال: (يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي
ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ ﴾ (الحجرات:13)، ألا هل بلغت؟ قالوا:
بلى يا رسول الله، قال: فليبلغ الشاهد الغائب)[1]
وفي حديث آخر، قال: (إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي
ألا إني جعلت نسبا وجعلتم نسبا فجعلت أكرمكم أتقاكم فأبيتم إلا أن تقولوا فلان ابن
فلان خير من فلان بن فلان فاليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم أين المتقون)[2]
وفي حديث آخر قال: (إن الله عز وجل أذهب عنكم عبية الجاهلية
وفخرها بالآباء، الناس بنو آدم وآدم من تراب مؤمن تقي وفاجر شقي، لينتهين أقوام
يفتخرون برجال إنما هم