وفي حديث آخر: (طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسألة)[2]
وفي حديث آخر: (من مات وهو برئ من الكبر والعلو والدين دخل
الجنة)[3]
وفي حديث آخر: (من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله، ومن ارتفع
عليه وضعه الله)[4]، وفي رواية: (من تواضع تعظيما يحفظه الله،
ومن تواضع خشية يرفعه الله)
قلت: ولكن الإسلام ربى في نفوس أتباعه
العزة.. وهي نوع من أنواع الكبر.
قال: لا.. العزة ليست كبرا.. ويستحيل أن
تكون كبرا.
العزة هي امتلاء النفس تعظيما للحق الذي هداها الله إليه، فلا
تتشوف لغيره، والمعتز بالحق هو الذي يسعى لإيصاله لغيره من غير أن يستعلي عليهم
به.
لقد أخبر محمد (أن رجلا قال: والله لا يغفر
الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟ فاني قد غفرت
لفلان، وأحبطت عملك)[5]
وفي حديث آخر: (ألا أحدثكم حديث رجلين من
بني إسرائيل؟ كان أحدهما يسرف على نفسه، وكان الآخر يراه بنو إسرائيل أنه أفضلهم
في الدين والعلم والخلق، فذكر عنده صاحبه، فقال: لن يغفر الله له، فقال الله
لملائكته: (ألم يعلم أني أرحم الراحمين؟ ألم يعلم أن رحمتي سبقت غضبي؟ فاني أوجبت
لهذا الرحمة، وأوجبت على هذا العذاب، فذا تتألوا على الله)[6]