نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 165
قلت: ما تقصد؟
قال: ألم تكن الكنيسة تبيع صكوك الغفران!؟
طأطأت رأسي، فقال: أصدقك القول.. إن كل رجال الدين من كل الأديان
التي عرفتها انقلبوا لصوصا.. وحولوا معابدهم إلى دور للعصابات.. لقد ذكر القرآن
هذا.. ففيه:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ
النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ
الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ (التوبة:34)
قلت: والإسلام!؟
قال: لقد بحثت في آداب العالم وقيمه.. فلم أجد دينا يحث على
الكرم، ويربي أتباعه عليه، كما وجدت في الإسلام..
لقد وردت النصوص المقدسة الكثيرة التي تحث على الكرم، وتعتبره
من الكمال، بل تعتبره من مقاييس الكمال، فقد اعتبر محمد: (السخاء خلق الله الأعظم)[1]، وذكر أن (السخي قريب من الله،
قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من
الناس، بعيد من الجنة قريب من النار، والجاهل السخي أحب إلى الله من عابد بخيل)[2].. وقال: (إن الله يدخل بلقمة
الخبز، وقبضة التمر ومثله، مما ينفع المسكين ثلاثة الجنة: صاحب البيت الآمر به،
والزوجة المصلحة، والخادم الذي يناوله المسكين)[3].. وقال: (إن المكثرين هم الأقلون
يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيرا فنفخ فيه بيمينه وشماله وبين يديه وورائه)[4].. وقال: (ما من مسلم ينفق من كل
مال له زوجين في سبيل الله، إلا استقبلته حجبة الجنة، كلهم