نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164
يتعامل مع النفس الإنسانية بجميع ما في هذه النفس من الرغبة
والرهبة.
فيخاطب الرغبة بالحث على العفاف وبالإخبار بما في الجنة لمن صبر
من الحور العين.. ويخاطب الرهبة بالعذاب الأليم.. وبأنواع الحدود التي شرعها.
نعم.. نحن في واقعنا اليوم نضحك على الحدود التي شرعها الإسلام
في هذا الجانب.. ولكنا ننسى ما أدى إليه التساهل فيه من انتشار الأمراض، وانحلال
الأسر، وتحطم المجتمعات.. وهو ما يفوق ذلك العقاب البسيط المحدود الذي وضعه
الإسلام رادعا لا منتقما[1].
الكرم:
قلت: عرفت السر الأول.. فحدثني عن السر الثاني.
قال: السر الثاني هو الكرم.. ألا ترى إلى هذه الأزهار الكريمة
التي تجود بتلك الروائح الطيبة، ولا تبخل بها على أحد من الناس!؟
قلت: بلى.. فلم نر من الأزهار منذ اختلطنا بها إلا خيرا.
قال: وهكذا الإسلام.. وهكذا من يستنير بأشعة شمس محمد.. فإنك لن
تجد عنده إلا الكرم..
الكرم أصل أصيل من أصول الإسلام.. وهو ما نفتقده نحن معشر
البخلاء الذين لم نكتف بالشح بما لدينا، بل رحنا ننهب ثروات الشعوب وخيراتها
نتلاعب بها كما نشاء.. وقد نجود عليهم ببعض فتاتها، ثم نزعم أننا نتصدق عليهم
بذلك.
قلت: تلك حضارة الاستعمار.. والمسيحية لم تفعل هذا.
قال: المسيحية فعلت أخطر من هذا.. فقد راحت تبيع ما لا تملك..
[1] انظر التفاصيل المرتبطة
بالحدود الشرعية والشبهات المثارة حولها في رسالة (عدالة للعالمين)
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164