نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163
فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ (الاسراء:32)
أنت ترى كيف أن القرآن يحذر من مجرد مقاربة
الزنا، وهي مبالغة في التحرز، لأن الزنا تدفع إليه شهوة عنيفة، فالتحرز من
المقاربة أضمن، فعند المقاربة من أسبابه لا يكون هناك ضمان.
ومن ثم يأخذ الإسلام الطريق على أسبابه
الدافعة، توقياً للوقوع فيه.. فيكره الاختلاط في غير ضرورة.. ويحرم الخلوة.. وينهى
عن التبرج بالزينة.. ويحض على الزواج لمن استطاع.. ويوصي بالصوم لمن لا يستطيع..
ويكره الحواجز التي تمنع من الزواج كالمغالاة في المهور.. وينفي الخوف من العيلة
والإملاق بسبب الأولاد.. ويحض على مساعدة من يبتغون الزواج ليحصنوا أنفسهم.. إلى
آخر وسائل الوقاية والعلاج، ليحفظ الجماعة الإسلامية من التردي والانحلال[1].
ولم يكتف الإسلام بهذا.. بل وضع معه الكثير من التشريعات
الرادعة التي تملأ النفس نفورا من هذا النوع من المعاصي..
ومن هذه العقوبات ما نص عليه القرآن بقوله:﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا
كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي
دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ (النور:2)
قلت: إن قومي يؤلبون الخصومات على محمد بسبب هذا.
قال: أولئك جهلة أو منحرفون.. وهم لا يفهمون الإسلام.. ويتعجبون
من مثل هذه التشريعات..
الإسلام يهتم بالإنسان، ويعتبره محور التشريعات والتنظيمات
والحضارة.. فلذلك