نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 142
القديم إلى عاهرات يقمن بوظيفتهن بشكل شبه عادي (أمثال 7/1. ـ
23، أشعياء 23/16، ملوك 22/38)[1]
طأطأت رأسي خجلا، فقال: ليت الأمر اقتصر على هذا.
قلت: أهناك ما هو أخطر من هذا؟
قال: أجل.. لقد تحولت الكنائس التي يأوي إليها الشاردون الذين
غلبتهم شهواتهم لتملأهم بالعفاف محال لا تكتفي بالسكوت على الرذائل فقط.. بل تيسر
الطريق إليها..
سأذكر لك شهادة رجل مسلم عاش في أمريكا مدة، واختلط ببعض
كنائسها، وقد وصف بدقة ما رآه [2]..
لقد قال يقدم لتلك الشهادة: إن كثيرين مممن لم يعيشوا بعض الوقت
فى أوروبا أو أمريكا ـ أو ممن عاشوا هناك ولكنهم لم يتعمقوا وراء الظواهر ـ كثيراً
ما تخدعهم كثرة الكنائس وانتشارها ـ وبخاصة فى الولايات المتحدة ـ حيث تقوم فى
البلد الصغير الذى لا يتجاوز تعداده عشرة آلاف نسمة أكثر من عشرين كنيسة أحياناً..
وكثيراً ما تخدعهم كثرة مظاهر الاحتفالات الدينية والمراسم والأعياد الدينية..
وكثيراً ما تخدعهم كثرة الأحزاب التى تحمل أسماء (المسيحية).. ثم كثيراً ما يخدعهم
ما يكتبه ويذيعه رجال الدين من كتب ومقالات وبحوث وإذاعات فى موضوعات الحياة
الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية البحتة أحياناً..
كثيراً ما يخدعهم هذا كله فيحسبون أن للدين شأناً فى أوروبا
وأمريكا، وأن لرجال الدين أثراً فى الحياة الاجتماعية هناك.. وهذه نظرة سطحية لا
تدرك حقيقة ما هو واقع هناك.
إن الكنيسة ـ بعد أن ذاقت مرارة الإهمال، ووحشة البعد عن الحياة
الاجتماعية، بعد شرود الناس منها منذ عصر النهضة، وخاصة منذ عصر التنوير، ثم عصر
الفلسفة الوضعية