نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141
فـ (البغاء) من الوظائف المحترمة في الكتاب المقدس، والبغيُّ
شخصية مقبولة فيه، وإن كانت مُحتقَرة في المجتمع العبراني القديم، ففي سفر التكوين
(38/14 ـ 19) ذكر أن يهودا عاشر عاهرةً نظير أجر، ولا يوجد في السياق ما يدل على
أن هذا أمر مرفوض أخلاقياً، وقد اتضح فيما بعد أن العاهرة هي تامار زوجة ابنه الذي
مات، وقد أنجبت من والد زوجها طفلين.
ويذكر سفر يشوع قصة العاهرة راحاب التي ساعدت العبرانيين على
دخول أريحا (يشوع 2/1 ـ حتى نهاية السفر)، وترد في سفر الملوك الأول 3/16) ـ 27)
قصة سليمان مع الأُمَّين اللتين تنازعتا طفلاً، وهما في القصة عاهرتان.
وتوجد في سفر القضاة (16/1) إشارة إلى زيارة شمشون لعاهرة في
غزة.
ليس ذلك فقط.. بل إن إبراهيم ذلك النبي الذي اجتمعت الأمم على
فضله يتحول في الكتاب المقدس إلى بائع لعرضه.. ففي العهد القديم إشارة صريحة إلى
أن إبراهيم قد استفاد مالياً من العلاقة الجنسية لزوجته بفرعون مصر.
وإستير البطلة اليهودية التي يوجد في الكتاب المقدس سفر مسمَّى
باسمها هي الأخرى عاهرة.
والإشارات والقصص في الكتاب المقدس كلها تدل على أن مهنة البغاء
مهنة طبيعية، قد تكون وضيعة ولكنها، مع هذا، جزء من البناء الاجتماعي والأخلاقي.
وقد ورد في العهد القديم فقرات لا تُحرِّم البغاء في حد ذاته،
وإنما تُحرِّم على العبرانيين أن يدعوا بناتهم يعملن بهذه المهنة: (لا تدنس ابنتك
بتعريضها للزنى لئلا تزني الأرض وتمتلئ الأرض رذيلة) (لاويين 19/29)
وهناك فقرات تُحرِّم على الكهنة الزواج من عاهرات: (امرأة زانية
أو مدنَّسة لا يأخذ ولا يأخذوا امرأة مطلقة من زوجها) (لاويين 21/7). وهي تحريمات
ليست عامة أو مطلقة وإنما مقصورة على أفراد معيَّنين وتحت ظروف معيَّنة. ولذا،
فإننا نجد إشارات عديدة في العهد
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141