نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 143
المادية ـ قد عادت تلهث وراء المجتمع، وتتعلق بأهداب الناس. لا لتقود
المجتمع ولا لتنقل الناس إلى الدين. ولكن لتجرى وراء المجتمع، ولتتملق شهوات
الناس!
عادت لتقيم فى الكنائس ـ بعد القداس ـ حفلات مختلطة للجنسين
يشرب فيها النبيذ، وتدور حلقات الرقص، وتعرض فيها ألعاب التسلية، ويتخاصر فيها
الفتيان والفتيات المخمورين، ويلتذون نشوة المخاصرة والعناق حتى الفجر.. كل أولئك
لاجتذاب الشبان والشواب إلى الكنيسة!
لقد جربت الكنيسة حين وقفت ـ بالباطل ـ فى وجه ميول الناس
الفطرية، كيف خرجوا عليها وداسوها وأهملوها، فعادت الآن تتجنب أن تقف ـ بالحق ـ فى
وجه شهواتهم ونزواتهم، فيدوسوا عليها ويهملوها!
لقد عادت أوروبا إلى حياة الرومان القديمة التى تسمح للآلهة
والأرباب أن تنطق بالرجز على ألسنة الكهان، وأن تكون مواسمها مواسم بهجة ولذة
ومتاع.. وذلك دون أن يسمحوا لها بالتدخل فى شئون حياتهم أو توجيهها وجهة تنافى
اللذة والمتاع.
بعد هذه المقدمة ذكر بعض مشاهداته في كنائس أمريكا، فقال: (إذا
كانت الكنيسة مكاناً للعبادة فى العالم النصرانى ـ على تفاوت ـ فإنها فى أمريكا
مكان لكل شىء إلا للعبادة، وإنه ليصعب عليك أن تفرق بينها وبين أى مكان آخر معد
للهو والتسلية، أو ما يسمونه بلغتهم time (fun) good ومعظم قصادها إنما يعدونها تقليداً اجتماعياً وضرورياً، ومكاناً
للقاء والأنس، ولتمضية (وقت طيب) وليس هذا شعور الجمهور وحده، ولكنه كذلك شعور
سدنة الكنيسة ورعايتها.
ولمعظم الكنائس ناد يتألف من الجنسين ـ شباناً وشواب ـ ويجتهد
راعى كل كنيسة أن يلحق بالكنيسة أكبر عدد ممكن، وبخاصة أن هناك تنافساً كبيراً بين
الكنائس المختلفة بالمذاهب والنحل.
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 143