responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 401

تركناه، وانصرفنا إلى رجل آخر من أهل الله.. كان يعرف بين الناس بدينار العيار.. وقد رأيته كصاحبه جالسا مع نفسه، وهو يحمل عظما نخرا، وهو يقول:(ويحك.. كأني بك غدا قد صار عظمك هكذا رفاتا، والجسم ترابا، وأنا اليوم أقدم على المعاصي)

ثم رفع يديه إلى السماء، وقال: (إلهي إليك ألقيت مقاليد أمري إليك.. فاقبلني وارحمني)

التصحيح

بعد أن مررت على من ذكرت لكم من أهل الله وغيرهم شعرت في نفسي بآلام شديدة نتيجة تذكري للذنوب الكثيرة التي كانت تملأ نفسي بالظلمات.

قال سجين من السجناء: فأنت لم تتغير إذن.. فما فائدة تينك المرحلتين اللتين قطعتهما، وقد بدأت بالألم، وانتهيت إلى الألم؟

قال السجين: لا.. فرق كبير بين الألمين.. أما الألم الأول، فكان محفوفا باليأس والجهل والتخبط والأهواء والاستغلال.. وأما الثاني، فمحفوف بالأمل في فضل الله..

الألم الأول ألم المرض اليائس.. وأما الثاني، فألم المريض الراجي، وهو يتناول دواءه المر.. وفرق كبير بين الألمين..

قال السجين: فكيف خرجت من الألم؟

قال: لقد ذهبت إلى المرشد.. شيخي الفاضل (الفضيل بن عياض).. وقد أخبرني أني أصبحت جاهزا لقطع المرحلة الجديدة.. مرحلة التصحيح.

وقال لي: الرجوع إلى الله يقتضي علما بفضل الله، وبعظم ضرر الذنوب وكونها حجاباً بين العبد وبين مولاه..

فإذا عرف العبد ذلك معرفة محققة تألم قلبه لا محالة بسبب فوات المحبوب.. وهذا الألم هو الندم.. وقد اعتبره أولياء الله محرك التوبة الأكبر، ووقودها الأعظم.. ولذلك عرفوا التوبة

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست