responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 402

بأنها (ذوبان الحشا لما سبق من الخطأ).. وعرفوها بأنها (نار في القلب تلتهب، وصدع في الكبد لا ينشعب)

وهو لا يكفي ولا يؤثر إلا إذا كان له من القوة ما يدفع الإرادة لتدارك الأخطاء، وتصحيحها، وقد ذكر أولياء الله ذلك.. وعرفوا به الرجوع إلى الله، فقالوا في تعريفهم للتوبة إنها (خلع لباس الجفاء، ونشر بساط الوفاء)، وقال سهل التستري: (التوبة تبديل الحركات المذمومة بالحركات المحمودة)

وهذا التصحيح يرتبط بالحال والماضي والاستقبال:

أما في الحال فبالترك للذنب الذي كان ملابساً له.

وأما في الاستقبال، فبالعزم على ترك الذنب المفوت للمحبوب إلى آخر العمر.

وأما في الماضي فبتلافي ما فات بالجبر والقضاء إن كان قابلاً للجبر.

قلت: فكيف أجبر ما فات؟.. وكيف أصحح ما هو آت؟

قال: لكل ذنت من الذنوب عظم أو صغر ثلاثة آثار: آثار على علاقتك بالله، وآثار على علاقتك بنفسك، وآثار على علاقتك بالخلق.. والعاقل هو الذي يستثمر الألم ليحرك من الإرادة ما يصحح به ما فسد من هذه العلاقات.

العلاقة بالله:

قلت: فهلم سر بي لأصحح علاقتي مع الله.

قال: سأسير معك.. هلم بنا إلى سوق من الأسواق.. إنه سوق عجيب لن ترى فيه من البضاعة إلا ما يقربك لله.. إنه السوق الذي أشار إليه قوله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)﴾ (فاطر)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست