responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239

قال أويس: إن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بذلك الحديث يأمرنا أن نعمل لوجه الله.. ولا يهمنا بعد عملنا هل استفدنا منه في حياتنا أم لم نستفد..

إنه يربينا على القناعة بفضل الله، وفي نفس الوقت يربينا على العمل الجاد المخلص الذي يحقق النفع العام بغض النظر عن استفادتنا منه.

ولهذا ينهانا a أن ننشغل بترف المترفين وغنى الأغنياء عن حياتنا التي قدر الله لنا أن نعيشها، ففي الحديث قال a: (إذا نظرَ أحدُكم إلى مَنْ فُضِّل عليه في المال والَخْلقِ، فلينظر إلى من هو أسفل منه)[1]، وفي رواية قال: (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدرُ أن لا تزدَرُوا نعمة الله عليكم)

قال بعضهم: كنتُ أصحبُ الأغنياء فما كان أحد أكثرَ هَمَّا مني، كنت أرى دابة خيرا من دابَّتي، وثوبا خيرا من ثوبي، فلما سمعت هذا الحديث صَحِبْتُ الفقراء فاستَرْحتُ.

الاستعفاف

نهض بعض الحاضرين، وقال: وعينا هذا.. فهل من علاج غيره؟

قام رجل آخر عرفت بعد ذلك أن اسمه (أبو ذر)[2].. قام، وقال: أجل.. وهو نابع مما


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] أشير به إلى الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري جندب بن جنادة.. وكان من السابقين الأوائل للإسلام، وقد روى عنه أنه قال:(أنا رابع الإسلام)، وقيل خامساً، ثم رجع إلى بلاد قومه بعدما أسلم، فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق، ثم قدم على النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم المدينة فصحبه إلى أن مات وخرج بعد وفاة أبي بكر إلى الشام، فلم يزل بها حتى ولي عثمان، ثم استقدمه عثمان لشكوى معاوية به بسبب ثورته على الترف والمترفين.. وقد نفي إلى الربذة فمات بها سنة اثنتين وثلاثين، وصلى عليه عبد الله ابن مسعود صادفه وهو مقبل من الكوفة مع نفر من فضلاء من أصحابه منهم حجر بن الأدبر ومالك بن الحارث الأشتر وفتى من الأنصار دعتهم امرأته إليه فشهدوا موته وغسلوه وكفنوه في ثياب الأنصار.

وقد قيل إن ابن مسعود كان يومئذ مقبلاً من المدينة إلى الكوفة فدعى إلى الصلاة عليه، فقال ابن مسعود: من هذا قيل: أبو ذر، فبكى بكاء طويلاً، وقال:(أخي وخليلي عاش وحده ومات وحده ويبعث وحده.. طوبى له) (انظر: الاستيعاب وغيره)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست