في اليوم الخامس.. سرت إلى مستشفى نفسي كان قد أسسه صاحب لنا اسمه
(إيرنست جونز)[1]، وقد أراد من خلاله أن ينشر في نفوس المرضى
المحبطين ما يجعلهم يشنون حربا لا هوادة فيها على الإسلام.
ومن فضل الله علي في ذلك اليوم أني شهدت موقفا من المواقف زادني قربا من
الإسلام، وزادني محبة لطبيب اليائسين والمحبطين رحمة الله للعالمين رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
سأحكي لك الحكاية من البداية..
عندما دخلت قاعة المستشفى الممتلئة بالحزن والأسى واليأس.. رأيت رجالا
كثيرين يضعون أكفهم على خدودهم، وقد امتلأت أسارير وجوههم بالأسى والألم والحزن..
وكان من بينهم صاحبنا (إيرنست جونز) مؤسس المستشفى.. فقد أصيب هو الآخر
بعدوى الألم والحزن واليأس.
اقتربت منه، وقلت: ما بالك حضرة البروفيسور.. أرى اليأس على وجهك؟
قال: وكيف لا أيأس.. وأنا قد استعملت كل المراهم، وخضت غمار كل الأساليب
التي
[1] أشير به إلى إيرنست جونز
(1879 - 1958م)، وهو طبيب بريطاني ساعد في إدخال قواعد التحليل النفسي في الولايات
المتحدة و بريطانيا وكندا.. كان صديقًا ومساندًا قويًا لفرويد، مطوّر التحليل
النفسي ليكون أسلوبًا لمعالجة الأمراض العقلية، وتعد السيرة التي كتبها جونز (1953
- 1957م) عن حياة فرويد وعمله ـ وهي في ثلاثة مجلدات ـ من أوثق المراجع عن فرويد.
ولد جونز فيما يسمى الآن
جاورتون بالقرب من سوانسي بويلز. ونال شهادة الطب من الكلية الجامعية بلندن عام
1900م، وعمل منذ ذلك الوقت في تطوير التحليل النفسي. وأسهمتْ جهوده فيما بعد في
قبول نظريات فرويد من قِبَل الأطباء الغربيين والعلماء الآخرين.
ساعد جونز في تأسيس جمعية
التحليل النفسي الأمريكية عام 1911م، والجمعية البريطانية للتحليل النفسي عام
1913م. وعمل محررًا لصحيفة التحليل النفسي العالمية، وكتب مقالات كثيرة تؤيد
نظريته القائلة بأن التحليل النفسي يُعطي فهمًا أكثر للفن والأدب ولمجالات أخرى في
الإبداع. (انظر: الموسوعة العربية العالمية)