ابتدعها أصحابنا في العلاج النفسي[1].. لكني لم أظفر مع هؤلاء بشيء.. لكأن اليأس
قد غرس جذوره في قلوبهم، فلا يكادون ينفكون عنه، ولا يكاد ينفك عنهم.
قلت: فما ترى سببا لذلك؟
قال: الدين.. لا شك أنه الدين.. إنه أخطر فيروس يمكنه أن يفتك بالنفس
الإنسانية.. إن الدين هو أيدز النفس وسرطانها.. ولذلك لا سبيل للنجاة لمن ابتلي به..
لقد كتب صديقي
الفيلسوف (أجوست سياته) في كتابه (فلسفة الأديان) يقول:(لماذا أنا متدين؟ إني لم
أحرك شفتي بهذا السؤال مرة، إلا وأراني مسوقا للإجابة عليه بهذا الجواب، وهو: أنا
متدين، لأني لا أستطيع خلاف ذلك، لأن التدين لازم معنوي من لوازم ذاتي. يقولون لي:
ذلك أثر من آثار الوراثة أو التربية أو المزاج، فأقول لهم: قد اعترضت على نفسي
كثيرا بهذا الاعتراض نفسه، ولكني وجدته يقهقر المسألة ولا يحلها)
[1] يستخدم المعالجون
النفسانيون أنواعا كثيرة من المعالجة النفسية، وأغلبها يقوم على مناقشات بين
المريض والطبيب النفساني.. حيث يحاول الطبيب تعزيز ثقة المريض، ويساعده على أن
يكون أكثر تقبلاً للحياة.. ويلتقي المريض والطبيب في جلسة علاج نفساني مرة أو
مرتين في الأسبوع لعدة شهور، ويجوز أن تتوالى الجلسات أكثر أو أقل من ذلك.
وفي بعض الأحيان تشترك
مجموعات من ثلاثة مرضى أو أكثر في علاج جماعي.. فاجتماعهم بالطبيب النفساني في
مجموعة يساعد المرضى على فهم أنفسهم، وقد يشجع الطبيب المرضى على التعبير عن
مشاكلهم في تمثيليات نفسانية.
وفي حالة الأطفال قد يستخدم
الطبيب النفساني طريقة العلاج باللعب.. فعوضًا عن حديث الطفل عن مشاكله، فإنه
يمثلها بأدوات اللعب واللهو.
والنوعان الأكثر استخدامًا
للمعالجة النفسانية هما التحليل النفسي ومعالجة السلوك:
حيث يركز التحليل النفسي
على الأفكار والأحاسيس اللاشعورية، ووفقًا لنظرية التحليل النفسي تكمن أسباب كثير
من الأمراض العقلية في اللاوعي.. يزور المريض الطبيب النفساني ويتحدث عن كل ما
يخطر على باله، ويساعد الطبيب المريض على فهم مشاكله بالكشف عن أسبابها. وقد يستمر
المريض في العلاج التحليلي لعدة سنوات.
ويستخدم الطبيب عند معالجة
السلوك أسلوب المكافأة والعقاب لتشجيع المرضى ليسلكوا سلوكًا أفضل.. والهدف من
معالجة السلوك هو محاولة مساعدة المرضى على تغيير سلوكهم أكثر من محاولة مساعدتهم
على فهم أسباب ذلك السلوك. (انظر: الموسوعة العربية العالمية)