(اسقيه عسلاً)، فسقاه، ثم جاء، فقال: سقيته فلن يزده إلا استطلاقاً. فقال
له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة، فقال: (اسقيه عسلاً)، فقال: لقد سقيته، فلم يزده
إلا استطلاقاً.. فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(صدق الله، وكذب بطن أخيك)، فسقاه، فبرأ[1].
التفت الرضا إلى الدكتور منجل، وقال: في وسعك – حضرة الدكتور – أن تتأكد من كل ما ورد في هذه النصوص من
أنواع الأدوية.. وأنا متأكد تماما أنك لن تجد فيها إلا البراهين القوية القاطعة
على أن محمدا رسول الله، وأنه رحمة الله للعالمين.
^^^
بعد أن تحدث الرضا كل تلك الأحاديث لم نشعر إلا بالدكتور منجل يسرع إلى
الطائرة من غير أن ينبس ببنت شفة.. ثم لم نشعر إلا بأصوات محركات الطائرة.. ثم لم
تلبث إلا قليلا حتى ارتفعت لتعود من حيث جاءت من غير أن تعالج مريضا واحدا.
كان الناس لا يزالون ملتفين بالرضا، وهم متعجبون مما يحصل أمامهم.. ولعل
بعضهم كان متحسرا من فوات فرصة العلاج.
وقد توجه الرضا إلى هذه الجموع قائلا: اطمئنوا – إخواني – فالعلوم التي تحملها هذه الطائرة نملكها
نحن، ونملك أضعافها.. ولذلك هلموا لنؤسس مستشفياتنا التي تغنينا عن مستشفياتهم.
قال بعض المرضى: ولكن لهؤلاء من العلوم ما ليس لنا.
قال الرضا: ومن قال لك ذلك.. إن لنا من العلوم ما لهم.. وليس لهم من
العلوم ما لنا.
قال المريض: كيف ذلك؟
قال الرضا: لقد ملأنا نبينا تواضعا، فلذلك رحت، وراح معي الكثير من
إخواني إلى