الأرض.. فهذه الخلافة تقتضي الحركة لتطوير الواقع الأرضي
وترقيته.. أما أشكال هذه الحركة فتتنوع وتتغير وتتطور[1].
المثالية
قلنا: حدثتنا عن الركن الثالث.. فحدثنا عن الركن الرابع.
قال: أرأيتم لو أن رجلا كان له ابن.. وكان مشفقا عليه.. وهو
لذلك لا يحب أن يرفض لابنه أي طلب مهما كان ذلك الطلب.. وكان أبغض شيء إلى نفسه أن
يبكي ولده ..
وقد عرف الولد ذلك من أبيه.. فكان يصرخ باكيا لأجل أي شيء
يريد أن يفرضه عليه أبوه مما فيه مصلحته..
أجيبوني.. هل يمكن لوالد مثل هذا أن يربي ولده.. أو يعلمه..
أو يجعل منه نشئا صالحا؟
قال رجل منا: إن نسبة نجاح هذا الولد في حياته ضعيفة جدا..
فالتدليل عادة يصرف الولد عن عظائم الأمور مما لا يطيقه إلا أصحاب الهمم العالية..
فما أسهل على هذا الولد أن يصرخ باكيا رافضا للدراسة.. أو رافضا لأي مطلب من مطالب
أهل الهمم.
قال خبيب: فمن ترونه سببا فيما وقع له؟
قلنا جميعا: لا شك أنه والده.
قال: أتدرون لم؟
قلنا: لأنه أعطاه هواه.. ولم يرفعه إلى المثل العالية التي
يطمح لها أصحاب الهمم.
قال: لقد كان هذا هو الذي جعلني أعتقد بأن الشريعة الحقيقية
لا تكفي أن تكون شريعة واقعية.. فقد تكون واقعيتها سبب انحرافها.. لأنها ستجري بذلك
وراء الأهواء المختلفة تلبيها
[1] خصائص التصور الإسلامي
ومقوماته (سيد قطب) بتصرف.