المحصنات الغافلات المؤمنات، والتولي يوم الزحف والغصب والسرقة
والغيبة والنميمة وغيرها.. ونجده في أمهات الفضائل من الصدق، والأمانة، والعفة،
والصبر، والوفاء بالعهد، والحياء وغيرها من مكارم الأخلاق التي اعتبرها القرآن
والسنة من شعب الإيمان.
أما القسم الثاني.. فنجده في الفروع التفصيلية الكثيرة
المرتبطة بهذه الجوانب وغيرها.. وهي مما اختلفت فيها الأعصر والبلدان والفقهاء..
قال ذلك.. ثم نظر إلى السماء، وقال: لا أجد مثالا يقرب هذه
الشريعة في ثباتها وحركتها في نفس الوقت كمادة هذا الكون.. سواء كانت هي الذرة أو
الإشعاع البسيط المنطلق عند تحطيمها، أو أية صورة أخرى.
إنها من حيث حقيقتها ثابتة الماهية.. ولكنها مع ذلك تتحرك،
فتتخذ أشكالاً دائمة التغير والتحور والتطور.
فالذرة ذات نواة ثابتة تدور حولها الإلكترونات في مدار ثابت.
وكل كوكب، وكل نجم له مداره، يتحرك فيه حول محوره، حركة
منتظمة، محكومة بنظام خاص.
وهكذا إنسانية هذا الإنسان، المستمدة من كونه مخلوقاً فيه
نفخة من روح الله اكتسب بها إنسانيته المتميزة عن سائر طبائع المخلوقات حوله..
إنسانية هذا الإنسان ثابتة.. ولكن هذا الإنسان يمر بأطوار جسدية شتى من النطفة إلى
الشيخوخة.. ويمر بأطوار اجتماعية شتى، يرتقي فيها وينحط حسب اقترابه وابتعاده من
مصدر إنسانيته.. ولكن هذه الأطوار جميعا لا تخرجه من حقيقة إنسانيته الثابتة.
ونوازعها وطاقاتها واستعداداتها المنبثقة من حقيقة إنسانيته.
ونزوع هذا الإنسان إلى الحركة لتغيير الواقع الأراضي وتطويره..
حقيقة ثابتة كذلك.. منبثقة أولاً من الطبيعة الكونية العامة، الممثلة في حركة
المادة الكونية الأولى وحركة سائر الأجرام في الكون.. ومنبثقة ثانياً من فطرة هذا
الإنسان. وهي مقتضى وظيفته في خلافة