وفي السجن الذي مكث فيه بطل القصة مدة من الزمن، والذي تجمع
فيه كل طالبي العدالة من مختلف الملل والنحل، حصلت المفاجأة حيث لقي عشرة من
المسلمين الصادقين وضعوا في السجن بسبب دعوتهم لتحقيق العدالة التي جاء بها
الإسلام.. وكان كل واحد منهم قبل أن ينفذ فيه حكم الإعدام يتحدث عن ركن من أركان
العدالة، كما تقتضيه الفطرة، وكما جاء بها الإسلام، ويجيب عن الإشكالات التي تطرح
عليه.
وفي الأخير تحصل أحداث كثيرة، أدعها للقارئ ليتعرف عليها،
ويحاول أن يقرأ من خلالها المنهج السلمي الرباني الذي يحقق العدالة.. لا المنهج
الشيطاني الذي استطاع به - من خلال أدواته الكثيرة - أن يحول من الإسلام إلى دين
عنف وإرهاب واستبداد..
هذه أحداث الرواية باختصار، أما أبطالها، فقد اخترت عشر
شخصيات إسلامية كبرى كان لها دور كبير في الدعوة للعدالة، والتضحية بالنفس في
سبيلها.. وهي جميعا محل اتفاق عند المعتدلين من الأمة جميعا بطوائفها المختلفة..
أما المتطرفون، فنحن لا نراعيهم في هذه الرسالة كما لم
نراعهم في غيرها.. لأنهم - بسبب الانحرافات الفكرية التي أمليت عليهم، وغسلت بها
عقولهم - لا يرضون إلا بما يخرب صفو الأمة، وصفو الحقيقة، وصفو الإنسانية.
والأمة والحقيقة والإنسانية أعز علينا من أن يكدرها أي أحد
مهما كان.
وأنبه في الأخير إلى أن هذه الطبعة الجديدة تتميز باختصارها مقارنة بالطبعة
السابقة، فقد حذفت الكثير من الروايات والتفاصيل التاريخية التي قد تجهد القارئ
العادي في فهمها أو الاستفادة منها.. بالإضافة إلى أن مقاصد العدالة تتحقق في
النصوص المقدسة وحدها، ولا حاجة للتفاصيل التاريخية التي تختلف الأمة في النظر
إليها.
ونحن مأمورون بعرض رسالة الإسلام إلى العالم، لا بعرض تاريخ
المسلمين للعالم.