والأكثر من ذلك هو أن التوازن يجب أن يختلف من جسم إلى آخر
بسبب أن المسافة للكوكب مختلفة بحيث لا تغوص في الشمس ولا تقذف بعيداً عنها وتطير
في أعماق الفضاء[1].
تصور.. كم من العلم والقدرة يجب على البشر أن يحصلوا عليه
ليحفظوا كوكبهم الجميل من أن يغتاله الفضاء من حوله.
قال الرجل: نحن لا نتحدث عن الموازين التي نظم بها الكون..
فهي موازين لا طاقة للإنسان بالتحكم فيها.. ولكني أتحدث عن موازين الحياة.
قال: نحن المؤمنين نعتقد أن موازين الحياة لا يضعها إلا
صاحب موازين الكون.. فموازين الحياة فرع عن موازين الكون..
قال الرجل: لم أفهم مرادك من هذا.
قال: لقد أتيح للبشر أن يصلوا إلى معارف علمية كثيرة يسروا
لأنفسهم بسببها الحياة.. ولكنهم في غمرة تيههم وكبريائهم نسوا الموازين.. فماذا
حصل؟
سكت الرجل، فقال الصدر: لقد حصل ما ذكره القرآن.. لقد قال
تعالى ينبئ عن هذه العاقبة المريرة للطغيان:﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ (الروم:41)
لقد خلخل البشر بسلوكهم الطغياني الذي لا يراعي موازين الله
ما وضع الله في الأرض من نعم تحفظ جمال الأرض وحياتهم..
ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يتلاعبون بموازين الحياة.. فأنشأوا
من الحياة ما لم يلد إلا الموت.
قال الرجل: أنت تتحدث عن آثار العلوم والتكنولوجيا.. وهي
آثار لابد منها.. فلا يمكن
[1] انظر تفاصيل أكثر في هذا
في رسالة (معجزات علمية) من هذه السلسلة.