المرأة، عظيم إيمانك! فليكن لك ما تطلبين!) فشفيت ابنتها من
تلك الساعة )
قال سعيد: أرأيت لو أن شخصا لم يلب طلبك البسيط بالنسبة له
إلا بعد أن أهان كرامتك، واحتقرك، بل سماك كلبا، ثم لم يلبه إلا بعد إلحاح شديد،
بل بعد سجودك له.. أتعتبر مثل هذا إنسانا محترما لا يحمل أي عنصرية.
سكت الرجل، فقال سعيد: ومع ذلك المسيحيون يعتبرونه إلها.. هل
الإله هو الذي يفضل شعبا على شعب.. وأمة على أمة؟
قال الرجل: ولكن ورد في لوقا ما ينقض هذا.. لقد ذكر قائد
المئة الرومي والذي جاء المسيح إليه بدلا من أن يذهب هو بنفسه إلى المسيح.. اسمع
ما ورد في (لوقا 7: 1 ـ 10):( وبعدما أتم إلقاء أقواله كلها في مسامع الشعب، دخل
بلدة كفرناحوم. وكان عند قائد مئة عبد مريض قد أشرف على الموت، وكان عزيزا عليه.
فلما سمع بيسوع، أرسل إليه شيوخ اليهود، متوسلا إليه أن يأتي وينقذ عبده. ولما
أدركوا يسوع، طلبوا إليه بإلحاح قائلين: (إنه يستحق أن تمنحه طلبه، فهو يحب أمتنا،
وقد بنى لنا المجمع). فرافقهم يسوع. ولكن ما إن أصبح على مقربة من البيت، حتى أرسل إليه قائد المئة بعض أصدقائه،
يقول له: (ياسيد، لا تكلف نفسك، لأني لا أستحق أن تدخل تحت سقف بيتي. ولذلك لا
أعتبر نفسي أهلا لأن ألاقيك. إنما قل كلمة، فيشفى خادمي: فأنا أيضا رجل موضوع تحت
سلطة أعلى مني، ولي جنود تحت إمرتي، أقول لأحدهم: اذهب! فيذهب؛ ولغيره: تعال!
فيأتي؛ ولعبدي: افعل هذا! فيفعل). فلما سمع يسوع ذلك، تعجب منه، ثم التفت إلى
الجمع الذي يتبعه، وقال: (أقول لكم: لم أجد حتى في إسرائيل إيمانا عظيما كهذا!)
ولما رجع المرسلون إلى البيت، وجدوا العبد المريض قد تعافى )
قال سعيد: فرق كبير بين المرأة الكنعانية البسيطة، وهذا
القائد.. إن كتبة الإنجيل رغم رفضهم لضعفاء الأمم حتى وإن آمنوا،لا نجدهم يحتقرون
أولي النفوذ والقوة،كملة اليهود من