قال: نعم.. ولكنهم أذنوا لأهوائهم ونفوسهم المدنسة أن تتلاعب
بها.. لقد رأيت التلمود ـ الذي هو المرجع الأول لليهود ـ يبوئ اليهود مرتبة لا
يرقى إليها أحد من شعوب الأرض ولا حتى الملائكة، فقد اعتبر أن اليهود هم شعب الله
المختار.. بل اعتبرهم أقرب إلى أن يكونوا آلهة، أما غيرهم من الأمم فهم (قيوم) غير
مؤهلين لمرتبة اليهود، بل هم أقرب من أن يكونوا أقل من البشر.
يقول إسرائيل شاحاك (المفكر اليهودي البارز): (إن المفهوم
التلمودي الأرثوذكسي والذي يُرجع إليه بكثرة في كل الأوقات، هو أن الكون مقسم إلى
خمسة أقسام: الجمادات، النباتات والخضروات، الحيـوانات، سائر البشر، واليهود.. وأن
الفرق الشاسع بين اليهود وسائر البشر مثل البون الشاسع بين البشر والحيوانات)
وقد رأيتهم يذكرون أن سبب اختيارهم واصطفائهم على سائر الأمم
هو أن غير اليهود لم يكونوا حضوراً عند جبل الطور حيث تم تطهيرهم ـ كما يزعمون ـ
من الخطيئة الأصلية..
اسمعوا بعض ما ورد في التلمود: (الأممي لا يمكن أن يكون جاراً
بمعنى تبادل الحقوق والواجـبات.. بل إن قوانين الأمميّين لا ترقى إلى ذلك أبداً
فلا يمكن أن تكون هناك علاقة مبنية على حقوق مشتركة)
وفيه :( عندما تقع مقاضاة بين إسرائيلي ووثني ـ مع العلم أن
هذا المصطلح يُطلق على النصارى أيضاً ـ فإن أمكن الحكم لصالح اليهودي وفق قانون
إسرائيل فلا بأس فأحكم له وقل هذا (شرعنا)، وإن كان بالإمكان الحكم لصالح اليهودي
بقانون الوثنيين فاحكم لليهودي، وقل للوثني (هذا شرعكم)، وإن لم يكن ممكناً الحكم
لليهودي بناءً على أي الشرعين فلتجد ذريعة للتحايل عليهم)
ومن أمثلة احتقار اليهود لغيرهم واعتبار أنفسهم أمة مختارة
على سائر البشر، أن تلمودهم يتحدث عن سائر الأمم بأنهم في منزلة منحطة، ولا يمكن
قبولهم كيهود حتى لو رغبوا ذلك،