لبرهمي في بلاده أن يموت جوعاً، وإن استحق برهمي القتل لم
يجز للحاكم إلا أن يحلق رأسه، أما غيره فيقتل.
أما الشتري، فقد قال (منو) في حقهم:( إن البرهمي الذي هو في
العاشرة من عمره يفوق الشتري الذي ناهز مائة كما يفوق الوالد ولده)
أما شودر (المنبوذون) فكانوا في المجتمع الهندي- بنص هذا
القانون المدني الديني- أحط من البهائم وأذل من الكلاب، فيصرح القانون بأن (من
سعادة شودر أن يقوموا بخدمة البراهمة وليس لهم أجر وثواب بغير ذلك9).. وليس لهم أن
يقتنوا مالاً، أو يدخروا كنزاً فإن ذلك يؤذي البراهمة، وإذا مد أحد من المنبوذين
إلى برهمي يداً أو عصاً ليبطش به قطعت يده، وإذا رفسه في غضب فدعت رجله، وإذا هم
أحد من المنبوذين أن يجالس برهمياً فعلى الملك أن يكوي إسته وينفيه من البلاد،
وأما إذا مسه بيد أو سبه فيقتلع لسانه، وإذا ادعى أنه يعلمه سقي زيتاً فائراً..
وكفارة قتل الكلب والقطة والضفدعة والوزغ والغراب والبومة ورجل من الطبقة المنبوذة
سواء.
وقد رأيت أن المرأة في هذا المجتمع ـ كما تنص على ذلك
شرائعهم الدينية ـ تنزل منزلة العبيد.. فقد كان الرجل قد يخسر امرأته في القمار،
وكان في بعض الأحيان للمرأة عدة أزواج، فإذا مات زوجها صارت كالموءودة لا تتزوج،
وتكون هدف الإهانات والتجريح، وكانت أمة بيت زوجها المتوفى وخادم الأحماء وقد تحرق
نفسها على إثر وفاة زوجها تفادياً من عذاب الحياة وشقاء الدنيا.
بعد أن يئست من أن أجد الحقيقة لدى الهنود سرت إلى اليهود.
قلنا: فما رأيت؟
قال: رأيت جورا وظلما وطبقية لا تقل عن طبقية الهنود.
قلنا: كيف تقول ذلك؟.. وهم يملكون كتابا مقدسا، وشريعة
سماوية.