عن رجل وصفه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه ترجمان القرآن.. حدث الضحاك، عن ابن
عباس: إنه جاءه رجل، فقال: يا ابن عباس، إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن
المنكر، قال: أو بلغت ذلك؟ قال: أرجو. قال: إن لم تخش أن تفْتَضَح بثلاث آيات من
كتاب الله فافعل. قال: وما هن؟ قال: قوله عز وجل: ﴿ أتَأْمُرُونَ النَّاسَ
بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا
تَعْقِلُونَ (44)﴾ (البقرة) أحكمت هذه؟ قال: لا. قال: فالحرف الثاني. قال:
قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا
تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا
تَفْعَلُونَ (3) ﴾ (الصف) أحكمت هذه؟ قال: لا. قال: فالحرفَ الثالث. قال:
قول العبد الصالح شعيب u
:﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ
﴾ (هود: 88) أحكمت هذه الآية؟ قال: لا. قال: فابدأ بنفسك[1].
انظروا.. بهذا الأسلوب كان تلاميذ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أسوة برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يربون الناس.. وينشرون الخير.. ويجعلون
كل فرد يتحمل مسؤوليته تجاه نفسه وتجاه المجتمع.. حتى لا يصبح المجتمع مجموعة من
الأفواه التي تصيح لأجل الصياح من غير أن يكون هناك أي عمل لا من الصائح ولا من
غيره.
وكما رباهم القرآن الكريم على هذا ربتهم السنة.. وكما أوردت
لكم من القرآن سأورد لكم من السنة:
لقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يخاطب جيله وكل أجيال الأمة: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في
النار فتندلق : أي تخرج أقتاب بطنه ـ أي أمعاؤها وأحدها قتب بكسر القاف ـ فيدور
بها كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم
تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن
المنكر وآتيه) [2]