ونظام يضبط، ونظام ينفذ.. وأنظمة كثيرة لا غنى لها عنها.
قلت: فما الثالث؟
قال: تحتاج الشريعة والأنظمة التي تنفذها إلى الرفق واللين.. فما حل الرفق في شيء إلا زانه.
قلت: صحيح هذا، وقد سمعت بعضهم يحدث بمثله عن محمد رسول المسلمين [1].. فما الرابع؟
قال: الرفق وحده قد لا يجدي.. فلذلك تحتاج العدالة إلى ضبطه ببعض الحزم.. ألا ترى كيف تشذب الأشجار، وتقطع بعض أغصانها، ولولا ذلك ما استقام لها أن تنمو؟
قلت: بلى.. وقد رأيتك تفعله.. فما الخامس؟
قال: الحرية.. فلا يمكن للمسجون أن يشعر بالعدالة، ولا أن يعيشها.
قلت: فما السادس؟
قال: المسؤولية.. فلا يمكن لحرية الفرد أن تعتدي على حرية المجموع.. ولا يمكن لحرية المجموع أن تعتدي على حرية الفرد.
قلت: فما السابع؟
قال: المساواة.. فلا يمكن للعدل أن يتم في ظلال الطبقية والعنصرية وقوانين المحاباة والكيل بالمكاييل المختلفة.
قلت: فما الثامن؟
قال: التنوع.. فلا يمكن للعدل أن يقمع الطاقات والقدرات بحجة المساواة.
قلت: فما التاسع؟
[1] أشير به إلى قوله a: (عليك بالرفق ، إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)(رواه مسلم)