قال:
هي نقص إذا توجهت لغير أهلها، أو وضعت في غير محلها.. لكنها إن وضعت في محلها كانت
الكمال عينه.. ألم تر إلى ذلك الغصن الذي سقط بجانبك، وكاد يقضي عليك؟
قلت:
ما به؟.. وما بالك قطعته؟
قال:
لقد مررت على هذه الشجرة.. فرأيتها تئن من شدته عليها.. فرحت أقطعه عنها.. ولو أنه
ترك لهلك وأهلكها معه.
قلت:
صدقت في هذا.. فالشجرة لا بد أن تشذب أغصانها.. ذلك جزء من العناية بها.. وأنا لا
أجادلك فيه.. ولكني أجادلك في تشذيب الإنسان.
قال:
الإنسان كالنبات ككل شيء في هذا الوجود له قوانين تضبطه.. لا تستقيم حياته إلا
بذلك.. أنا أسميها قوانين العدالة.. إن شئت أحصيتها لك.. فعساك تبحث عنها.. فلا
يمكن للبشر أن ينعموا بظلال العدالة من دونها.
قلت:
يسرني ذلك.. ولعلي لم أخرج إلا لذلك.. فما هي؟
قال:
هي عشرة.. ولا يمكن للعدالة أن تتم من دونها.
قلت:
فما أولها؟
قال:
الشريعة.. أو البرنامج.. فلا يمكن للحياة المعتدلة أن تستقيم بدون قوانين تنظمها
وتنظم مسيرتها.. فلكل مرحلة من الزمن، ولكل مكان من التضاريس، ولكل حال من أحوال
الروح نظامه الذي خلقه الله عليه، والذي لا يستقيم إلا به..
قلت:
فما الثاني؟
قال:
النظام.
قلت:
فما النظام؟
قال:
الشريعة تحتاج إلى مجموعة أنظمة لتنفذ بصورتها الكاملة الصحيحة.. نظام يسوس،