قال:
التكافل.. فلا يمكن للعدل أن يتم، والقوي لا يقتسم قوته مع الضعيف، والشبعان لا
يقتسم لقمته مع الجائع.
قلت:
فما العاشر؟
قال:
التوازن.. فلا يضر العدالة شيء مثل التطرف والغلو والانحراف ذات اليمين أو ذات
الشمال.
قلت:
أهذه هي العشرة التي ترى أنها اختزنت قوانين العدالة؟
قال:
أجل..
قلت:
فأبشر.. فقد استطاع قومي بما أوتوا من حنكة أن ينفذوها في أرقى مراتبها.. لقد
استطاعت حضارتنا أن تؤسس العدالة التي عجزت جميع أنظمة العالم أن تصل إليها.
قال:
بل وصلت إلى الجور الذي لم تستطع جميع أنظمة العالم أن تصل إليه.
قلت:
كيف ذلك؟
قال:
أرأيت لو أن قاضيا من القضاة جلس في مجلسه.. وراح يميز في أحكامه.. فيحكم على
القريب لقربه.. ويحكم على البعيد بسبب بعده.. أتراه قاضيا عادلا؟
قلت:
لا.. بل هو الجور عينه.
قال:
فاسأل قومك عن قوانين العدالة التي توهموا أنهم سنوها.. لم سنوها لقوم دون قوم،
ولشعب دون شعب، ولأعراق دون أعراق.. اذهب إليهم، وصح فيهم.
قلت:
ما أقول لهم؟
قال:
قل لهم: ( العدالة لن تكون عدالة حتى تكون عدالة للعالمين)
قلت:
لقد ذكرتني برؤيا العذراء.. لقد ذكرت لي مثل هذا.. لقد ذكرت لي أن الشمس التي أضاء
الله بها سماء الحقائق شمس تحمل أشعة العدالة التي تضيء العالم.
قال:
صدقت العذراء.. فلا يمكن لشمس الله الدالة على الله أن تختزن الجور أو الظلم أو