بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا
آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه)[1]
وقال: ( إن أناسًا من أهل الجنة يطلعون على أناس من أهل
النار فيقولون: بم دخلتم النار؟ فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم،
فيقولون: إنا كنا نقول ولا نفعل)[2]
ومع ذلك، فليس هذا على الإطلاق، فقد ورد في الحديث قوله a :( مروا الناس بالمعروف وإن لم تعملوا
به كله، وانهوا عن المنكر وإن لم تتناهوا عنه كله)[3]
وذلك أنه لو لم يعظ الناس إلا معصوم أو محفوظ لتعطل الأمر
والنهي مع كونه دعامة الدين.
قلنا: فما العلوم التي يشترط للمحتسب أن يتعلمها؟
قال: يشترط أن يتعلم العلوم التي لها علاقة بما يحتسب فيه..
وما أيسر ذلك وما أسهله..
قلنا: كيف؟
قال: من تعلم الوضوء يمكنه أن يحتسب، فيصحح وضوء من أخطأ..
ومن أحسن الصلاة احتسب فيها.. ومن أحسن أي حرفة يمكنه أن يحتسب فيها.
قلنا: وعينا هذا .. فما آداب المحتسب؟
قال: على المحتسب أن يلزم الصبر والحلم، لأن الغالب لحوق
الأذى والمضايقات به، فإن لم يكن صبورا حليما كان ضرره أكبر من نفعه، وكان ما
يفسده أكثر مما يصلحه.
ويشير إلى هذا قوله تعالى على لسان لقمان u وهو يعظ ابنه:﴿ يَا بُنَيَّ
أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ
عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)﴾ (لقمان)