وغيرها من النصوص الكثيرة التي تمتلئ بها دواوين الإسلام..
لقد نشرت هذه النصوص المقدسة في المسلمين وعيا عاما بضرورة
الإصلاح وضرورة التعاون مع المصلحين..
وكان هذا الوعي هو المقدمة والأساس الذي انبنى عليه بعد ذلك
كله ذلك النظام الذي تعارف الناس على تسميته (نظام الحسبة)
قال رجل منا: لم اختاروا له هذا الاسم؟
قال: لأن المحتسب يعتبر نفسه موظفا عند الله تعالى، فلذلك لا
ينتظر أجره إلا من الله تعالى.
قال رجل منا: دعنا من الأسماء.. وحدثنا عن المسمى..
قال: عن أي شيء تريدون أن أحدثكم؟
قلنا: حدثنا عن المحتسب وشروطه.
قال: المحتسب في الشريعة صنفان:
أما أحدهما، فيمارسها لوجه الله، متطوعا بها، لا ينال عليها
أجرا، ولا يحتاج فيها إلى ترخيص.
وأما الثاني، فموظف يعهد ولي الأمر إليه بها، لما يتوسم فيه
من خلال.. فهو يمارسها لذلك وظيفة كما يمارس غيره وظائفهم.. ويرتزق منها كما يرتزق
غيره من الموظفين.. هو لأجل ذلك له من السلطة ما ليس للمتطوع بها.. وله من الشروط
ما ليس له.