لقد
تحققت نبوءة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في
شقها الأول.. فها هي الأرض تمتلئ ظلما وجورا وعدوانا..
لقد
صار الجور هو الشيطان الأكبر الذي اعتلى عرش البشرية.. فهو يعطي قراراته في جميع
مجالسها ومجامعها وهيئاتها ومنظماتها.. ابتداء من تلك المنظمة الكبرى التي زعم
البشر أنهم أسسوها لخدمة البشرية.
فهي منظمة تتكلم في الوقت الذي يشاء
لها الأقوياء أن تتكلم.. وتسكت إذا شاءوا لها أن تسكت.. وإن تكلمت رغم أنف أحدهم
كان بالخيار بين أن يسكتها بما يسميه حق الفيتو.. أو أن ينفذ رغبته دون أن يلتفت
لما تمليه عليه.. ثم لا تجد تلك المنظمة المسكينة في الأخير إلا أن تسكت..
ثم
هي لا ترضى بأن تسكت سكوتا نهائيا تعذر فيه لعجزها.. وإنما هي تستأسد على الضعفاء
والمحرومين والمستضعفين في نفس الوقت الذي تتحول فيه دابة ذلولا ممتهنة لأي كبير
من الكبار.
والأمر
لا يتوقف عند تلك المنافقة العجوز.. الجور أخطر من أن يقف عندها.
فالعالم
في منظماته الصغرى كما في تحالفاته الكبرى لا يناصر إلا الجور الذي يحلو له أن
يسميه ديمقراطية أو حرية أو ما شاءت له أهواؤه من تسميات..
وقد
بلغ الجور به إلى الحد الذي لا يمكن تصوره.. فللمرأة ـ مثلا ـ من الحرية أن تسير
كاسية عارية مائلة مميلة.. ولكن ليس لها الحرية في أن ترتضي من اللباس ما يسترها
أو يمنع تلك الأعين الملتهبة بالشهوات من خدشها أو خدش كرامتها.
[1] رواه أبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان
والحاكم..
والحديث متواتر تواترا معنويا.