قال الحسين: الإسلام حذر من حب المال لأجل المال، أو من أجل
المصالح الدنيا التي يتطلبها الترف.. لأن هذا الحب سيؤدي بصاحبه لا محالة إلى
الشح، وإلى استخدام المال استخداما خاطئا.. وليس هناك ما يضر أي أمة من الأمم مثل
هذين.. مثل الشح ومثل الاستخدام السيء للمال.
ولهذا.. فإن الله تعالى أخبر أن الأمم تهلك بانتشار ثقافة
المترفين فيها، فقال :﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً
أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ
فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ﴾ (الاسراء:16)
وفي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مخبرا عن عواقب الشح : (اتقوا الظلم؛
فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم؛ حملهم على
أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)[1]
السلوكات:
قال رجل منا: أراك عبرت بنا إلى الركن الثاني من أركان القيم..
وهو الركن المرتبط بالأخلاق والسلوك.
قال الحسين: أجل.. فالأخلاق تنبع من التصورات والأفكار..
ولهذا فإن الأخلاق في الإسلام ليست مجرد ظواهر سلوكية قد تصدر من نفس متكلفة.. بل
هي آثار لمعان عميقة يمتلئ بها الوجدان جميعا.
قلنا: فحدثنا عن القيم الأخلاقية التي دعا الإسلام أن يسلكها
المسلم في تعامله مع المال.
قال: جميع القيم الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام في هذا
الجانب ترتبط بتحصين المسلم وتحصين اقتصاد المسلمين من عدوين لدودين: الطغيان،
والفساد.