وذلك لأن استشعار رحمة
الله يحبب في لقاء الله، بخلاف اليأس من رحمته، فإن الإنسان يكره لقاء من لا يحبه،
قال a:( إن شئتم أنبأتكم: ما
أول ما يقول الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له؟ قلنا: نعم يا
رسول الله. قال: إن الله تعالى يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا
ربنا. فيقول: لم؟ فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول: قد وجبت لكم مغفرتي) [1]
ولهذا ورد الأمر بحسن
الظن بالله خاصة في موقف الاحتضار، وقد سمع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول:(
لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى) [2]
ودخل a على شاب وهو في الموت فقال:
كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال a:( لا يجتمعان في قلب عبد في مثل
هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف) [3]
وقد أخبر a عن تأثير حسن الظن بالله ـ
والذي يعتمد على معرفة رحمة الله الواسعة ـ سواء في السلوك أو في تنزل فضل الله
عليه:
فقال عن تأثيره
السلوكي:( حسن الظن من حسن العبادة) [4]، وقال a:( إن أفضل العبادات حسن الظن
بالله تعالى، يقول الله لعباده أنا عند ظنك بي) [5]
وقال عن تأثيره في تنزل
فضل الله عليه:( قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه
[1]
رواه أحمد الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف.