حيث يذكرني) [1]، وقال a:( قال الله جل وعلا: أنا عند ظن
عبدي بي إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله) [2]
وأخبر a عن تأثير حسن الظن بالله في
الآخرة بقوله:( أمر الله تعالى بعبد إلى النار فلما وقف على شفيرها التفت فقال:
أما والله يا رب إن كان ظني بك لحسنا، فقال الله تعالى ردوه، أنا عند ظن عبدي بي) [3]
ويروى في الأثر أن
رجلين كانا من العابدين متساويـين في العبادة، قال: فإذا أدخلا الجنة رفع أحدهما
في الدرجات العلى على صاحبه، فيقول: يا رب ما كان هذا في الدنيا بأكثر مني عبادة
فرفعته عليَّ في عليـين، فيقول الله سبحانه: إنه كان يسألني في الدنيا الدرجات
العلى وأنت كنت تسألني النجاة من النار، فأعطيت كل عبد سؤله.
وسر هذا أن القانط من
رحمة الله يعتقد في الله ما لا يليق به مما ينزه عنه، بينما من أحسن ظنه بالله،
وإن قصر في سلوكه، فإن ذلك التقصير لم يؤثر في حسن معرفته بربه، ولذلك قال علي
لرجل أخرجه الخوف إلى القنوط لكثرة ذنوبه:( يا هذا يأسك من رحمة الله أعظم من
ذنوبك)
ولهذا ورد الأمر بتحبيب
الله إلى عباده، وذلك لا يكون إلا بذكرفضله ورحمته، وقد أوحي الله تعالى إلى داود u:( أحبني وأحب من يحبني وحببني
إلى خلقي)، فقال:( يا رب، كيف أحببك إلى خلقك؟)، قال:( اذكرني بالحسن الجميل واذكر
آلائي وإحساني وذكرهم ذلك فإنهم لا يعرفون مني إلا الجميل)
ويروى أنّ رجلاً من بني
إسرائيل كان يقنط الناس ويشدّد عليهم، فيقول الله تعالى يوم