responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 631

رجال دينها.. فبدأت بالمسيحية.. ثم بالبوذية.. ثم باليهودية.. ولم أجد عندها جميعا ما أبحث عنه..

قلت: والإسلام !؟

قال: أصدقك القول أني لم أكن أفكر أبدا في الإسلام.. فقد كنت أسمع عنه ما جعلني أنفر منه نفورا تاما، لكن الله قدر بأن يكون الدين الذي أنفر منه هو الدين الذي أختاره وأعيش من أجله وأجعله رسالتي الكبرى في الحياة.

قلت: كيف حصل ذلك؟

قال: بينما كنت ذات يوم أسير في غابة من الغابات العذراء إذا بي أرى رجلا وقورا يقرأ بخشوع قوله تعالى :﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ (الروم:41).. ثم يرددها، ويبكي، فاقتربت منه، وقلت: ما تقرأ؟.. وما بالك تبكي؟

قال: أقرأ كلام ربي.. وأبكلي لأفعالنا.. لقد حذرنا ربنا من الفساد العظيم الذي يشمل البر والبحر إن استرسلنا مع نفوسنا الأمارة بالسوء.. وها نحن نرى ما حذر منه يحصل لنا.

قلت: أدينكم يهتم بالكون؟.. لم أر في الأديان هذا الاهتمام.

ابتسم، وقال: عجيب هذا.. إذا لم يهتم دين الله بأكوان الله، فبم يهتم؟

قلت: الدين يصف الطقوس التي يعبد بها الإله.

قال: إن أهم الطقوس عندنا هي أن نحافظ على فطرة الله التي فطر بها الأشياء.. نحافظ على فطرة الإنسان.. وفطرة الهواء.. وفطرة الماء.. وفطرة الأصوات.. وفطرة النبات.. وفطرة الحيوان.. وفطرة الغذاء.. وفطرة الأرض.. وفطرة كل شيء.

لأن تغيير الفطرة صراع.. والله لم يخلقنا لنصارع الأشياء.. وإنما خلقنا لنستفيد منها.. أو ليستفيد بعضنا من غير صراع..

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 631
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست