متخلفة أكثر من أية دولة عربية
أو أية دولة من دول العالم الثالث المتهم بالتخلف. ويكفينا تحاليل وتنظيرات من
المتأمركين المتصهينين الذين يستهزئون بشعوبهم ويريدون إقناعها بالتجربة الأمريكية
الرائعة، وهذه الأرقام لأكبر دليل على روعة التجربة الأمريكية.
إذن الإرهاب الداخلي مستفحل في
جذور المجتمع الأمريكي وفي كل آليات حركته، بل كان ركيزة نشأة هذا البلد، سواء من
خلال الصراعات بين الغزاة البيض فيما بينهم أو صراعهم مع أصحاب الأرض الحقيقيون من
الهنود الحمر.. إن الغازي الأمريكي أصبح مواطنا أمريكيا بمقدار ما وسع أرضه وقتل
أصحابها الحقيقيين، أو من خلال الإضطهاد الشرس ضد الأفارقة والتي ما زالت تغذيه
المعتقدات التوراتية والقوانين الأمريكية التي تعتمد على العهد القديم في
تشريعاتها.
وحسب تقرير رسمي صدر عام 1989
بعنوان (ضحايا العنف في القوانين الأمريكية) تحدث أحد كاتبي التقرير (ليونارد
جيفري) عن أن في أمريكا 5500 عصابة مسلحة معروفة تنتشر اليوم،وبعضها منظم وله أفرع
في كل الولايات المتحدة. وتقوم هذه العصابات أو الميليشيات بـ 25 ألف عملية قتل في
السنة، والقتلى معظمهم من السود، وأخذت هذه الميليشيات تبني دولها و قوانينها
الخاصة بها داخل الولايات المتحدة.وهي محمية بكميات كبيرة من الأسلحة المتطورة،و
أكد كثير من المطلعين أنهم يملكون كميات وافرة من أسلحة الدمار الشامل تفوق
الخيال.. ولعل استخدام الجمرة الخبيثة بعد أحداث 11 سبتمبر داخل الولايات المتحدة
الأمريكية والإرباك الذي أصاب المؤسسات الحكومية والاجتماعية من جرائه لدليل ساطع
على ذلك. وتم إثبات أن هذه الجمرة الخبيثة المستخدمة هي أمريكية داخلية بحتة صنعت
على يد الإرهابيون الأمريكيون.. كما لهذه الميليشيات نفوذها الانتخابي والاجتماعي،
وهي تمارس العنف الهستيري، وتطمع إلى تجهيز جيشا من الإرهابيين للزحف على البيت
الأبيض وتدمير الحكومة الفيدرالية فيه واحتلال البلاد.